الجمعة، 15 يوليو 2011

حول إنجيل يوحنا (هو أم باراباس ؟ )

هو أم باراباس ؟
       عندما ألح الوالي بيلاطس على اليهود أن يطلق لهم عيسى، "صرخوا أيضاً جميعهم قائلين ليس هذا بل باراباس. وكان باراباس لصاً". (يوحنا 18/40).
       لقد فضل اليهود أن يُطلْقَ سراح باراباس اللص بدلاً من إطلاق سراح عيسى!! ما أغرب هؤلاء القوم!! عيسى الذي أثبت لهم بمعجزاته أنه رسول من الله، وأراهم من المعجزات ما لا يدع مجالاً لشك فيه، عيسى ذاك أصروا على صلبه وفضلوا لصاً عليه!!! عيسى الذي أحيى الموتى أمامهم وشفى المرضى أمامهم ولم يؤذ أحداً منهم لم يصدقوه. ولم يكتفوا بتكذيبه، بل أرادوا قتله! ما أجحدهم وما أعندهم وما أقسى قلوبهم! والأغرب من هذا وذاك أنهم لم يتغيروا ولم يتبدلوا: ما زالوا جاحدين للمعروف عنيدين في مواقفهم. يطعنون صديقهم كما يطعنون عدوهم. يصرون على الباطل كأنه حق. تقسو قلوبهم كأنها لا تحتوي قطرة رحمة واحدة. إنهم باختصار جحود وعناد وقسوة وأنانية وطمع. لم يتغيروا هم هكذا كانوا ويكونون، منذ زمن يعقوب وحتى قيام الساعة!!!
الطعنة بالحربـة:
       يروي يوحنا أن واحداً من الجنود قد طعن جنب عيسى بحربة بعد إنزاله عن الصليب فخرج منه دم وماء، وأن الجنود لم يكسروا ساقي عيسى لأنهم رأوه قد مات (يوحنا 19/33-34).  
       نلاحظ هنا ما يلي:
1-             قصة الطعنة في جنب عيسى لم يوردها سوى يوحنا!! لماذا ؟!
2-             قصة تكسير السيقان لم يوردها سوى يوحنا!! لماذا ؟!
3-    لقد اختلفت الأناجيل في أهم مسألة في النصرانية وهي "الصلب" إذ إن النصرانية تقوم على قصة "صلب المسيح". فلو جردناها من هذا الصلب لما بقيت لها باقية. هذا الصلب الذي هو محورها لم تتفق الأناجيل على شيء واحد مما حدث قبله وأثناءَه وبعده. لماذا ؟! إن الاختلاف بين الروايات مبعث قوي للشك فيها، بل ورفضها!!
تلميذ بلا اسم:
       تتكرر في الإنجيل عبارة "بطرس والتلميذ الآخر الذي كان يسوع يحبه". (يوحنا 20/2). تُذْكر أسماء التلاميذ والحواريين، وأما ذاك التلميذ فيشار إليه "بالتلميذ الآخر الذي كان عيسى يحبه". من هو ذاك التلميذ ؟! ولماذا لا اسم له ؟! وهل هناك أحد من الناس بلا اسم؟! ما السر في أمره ؟! كان الأولى أن يكون اسمه معروفاً وخاصة أن عيسى كان يحبه حباً خاصاً!! لا أحد يدري لماذا ذاك بلا اسم!!! ولماذا تنكيره؟!!
رَبُّونـي:
       قالت مريم المجدلية عندما رأت عيسى قريباً من القبر بعد ظهوره: "رَبُّوني الذي تفسيره يا معلم" (يوحنا 20/16).
       مرة أخرى، تفسير ربوني هو "يا معلم". ليس هذا قولي، بل قول يوحنا نفسه كاتب الإنجيل. وفي مرة سابقة، يقول يوحنا "فقالا ربي الذي تفسيره يا معلم". (يوحنا 1/38). ونلاحظ هنا أيضاً اختلاط التفسير مع النص الأصلي.
       إذا عندما ينادي أحد عيسى "يا ربي" فلم يكونوا يقصدون "إلهي"، بل "يا معلم" أو "يا سيد". ونحن ما زلنا نقول "رب البيت أي سيده، ورب العمل أي سيده أو صاحبه". ولو قصدوا "إلهي" بقولهم "ربي" لمنعهم عيسى، إذ كما نعلم إن عيسى من شدة تواضعه رفض أن يدعوه أحدهم (بالصالح). رفض أن يدعى (صالحاً)، فهل يقبل أن يدعى (إلهاً) ؟! مستحيل.
أين أمـه ؟
       يروي يوحنا أن مريم المجدلية (التي كان عيسى قد شفاها) هي التي جاءت وحدها لتزور قبر عيسى فجر الأحد (يوحنا 20/18). والسؤال: هل هذا معقول ؟! رجل مثل عيسى لا يأتي لزيارة قبره سوى امرأة واحدة! والغريب أن أم عيسى لم تأت، والأم أكثر الناس حرقة على ابنها ولهفة عليه!! لماذا لم تحضر أم عيسى؟! التفسير الوحيد هو أن الله أوحى إليها أن المصلوب ليس ابنها عيسى.
       إضافة إلى هذا فإن متى 28/1 قد ذكر زيارة مريم المجدلية وأضاف "ومريم أخرى". وهذا أغرب الغريب، إذ كيف يشار إلى أم عيسى بمريم الأخرى ؟!! لماذا تحاول الأناجيل إغفال ذكر أمه أو تنكيرها ؟! إن الأناجيل تعطي الأولوية لمريم المجدلية وتغفل ذكر أمه مريم!! السبب أنهم يحاولون طمس حقيقة أنَّه ولد من امرأة لينسبوا إليه الألوهية المزعومة.
تومــا:
       توما أحد الحواريين لم يُصَدِّق أن عيسى ظهر بعد دفنه وأصر على أن يضع إصبعه على أثر المسامير في جسم عيسى (يوحنا 20/25). وعندما وضع إصبعه على آثارها، "قال له (أي لعيسى): ربي وإلهي" (يوحنا 20/28).
       نلاحظ هنا ما يلي:
1-    قصة توما وآثار المسامير لم توردها الأناجيل الأخرى، رغم أن توما من الحواريين وكانوا هم حاضرين عندما وضع شرطة أن يلمس جسم عيسى ليصدق. وهذه حادثة هامة عن حواريّ: لماذا لم يذكرها متّى وهو حواري كان حاضراً ؟!!
2-    إن عبارة "ربي وإلهي" التي قالها توما ليس المقصود بها عيسى، لأن توما قالها عندما تيقن أن الذي يراه هو عيسى، أي قالها متعجباً. وهذا مثلما يقول أحدنا في حالة التعجب: "يا إلهي".
3-    عندما أرى عيسى يديه إلى توما، لم يقل له عيسى انظر آثار المسامير، مما يؤكد أن عيسى أرى يديه لتوما ليريه أنه إنسان حقيقي، وليس شبحاً أو روحاً أو وهماً بل هو حقيقة مادية محسوسة ملموسة.
الشبكـة:
       يروي يوحنا أن عيسى قال لتلاميذه بعد ظهوره لهم عند بحيرة طبريا وهم لا يعرفونه: ألقوا الشبكة إلى جانب السفينة الأيمن (يوحنا 21/6). فألقوها وصاروا سمكاً وفيراً فعرفوه.
       هذه القصة وظهور عيسى عند طبريا (بعد دفنه حسب زعمهم) لم توردها الأناجيل الأخرى. وهي حادثة مشهورة لو حدثت فعلاً، وخاصة أنه ظهر لتلاميذه حسب (يوحنا 21/1). فكيف لم يروها متّى وقد كان هناك ؟!
       والحدث الغريب حقاً أن بطرس عندما سمع أن عيسى قد حضر اتزر بطرس بثوبه "لأنه كان عرياناً وألقى نفسه في البحر". (يوحنا 21/7). كيف يكون بطرس كبير الحواريين عرياناً على شاطئ البحر أو البحيرة ؟! ولماذا يخجل من التعري عندما يسمع بحضور عيسى فقط ؟! هل التعري جائز في غياب عيسى وغير جائز في حضوره ؟! هل هناك نظامان للسلوك: واحد في حضور عيسى وواحد في غيابه ؟! كيف كان بطرس كبير الحواريين عارياً على الشاطئ أمام الناس وأمام الحواريين ؟! وماذا تعلم بطرس من عيسى إذاً ؟! إذا كان بطرس لم يتعلم أن على المرء أن يستر عورته فماذا تعلم بطرس إذاً ؟!!




المسانل المسكتات المسالة الأولى من المسكتات

 المسانل المسكتات المسالة الأولى من المسكتات وأول المسائل المسكتات أنا نسأل النصارى عن هذ ا التوحيد ) 1 ( الذي شرحته والإيمان الذي وصفته ، ه...