الخميس، 31 مارس 2011

حول إنجيل مَتَّى ( الآب )

الأب:
       أجاب يسوع وقال: "أحمدك أيها الآب ربّ السماوات والأرض... نعم أيها الأب..." (متى 11/25-26).
1-  المسيح يحمد الآب، أي يحمد الله. هذا يدل على أنه إنسان. وهذا يناقض الزعم بأنه إله أو ثاني ثلاثة، إذ كيف يحمد الإله الإله ؟!!
2-  في الصفحات السابقة من إنجيل متّى كان الله أباً، وهنا فجأة صار (الآب). كان الله في التوراة هو الله أو يهوه. فصار هنا (الآب) وليس (الأب). من أين جاءت الآب ؟! تخفيفاً من (الأب)، ممكن.
3-  يقول عيسى إن الآب هو رب السماوات والأرض. وهذا يناقض مناداة صاحب السفينة لعيسى بأنه الرب في "أخرج من سفينتي يا رب". (لوقا 5/8). كيف يكون الله هو الرب ويكون عيسى أيضاً هو الرب؟!! هل هناك ربان أم رب واحد ؟! لقد دخلت الكنيسة في الشرك من أوسع أبوابه!!
ربّ السبت:
       قال عيسى: "إن ابن الإنسان هو رب السبت أيضاً". (متى 12/8). قالها عيسى رداً على اليهود الذين اعترضوا على قطف تلاميذ عيسى للسنابل ليأكلوها في يوم السبت. ونلاحظ هنا ما يلي:
1-  عيسى يدعو نفسه (ابن الإنسان)، وليس ابن الله. وهذا يعني أن ابن الإنسان هو إنسان بالطبع. عيسى يقرّ بأنه إنسان.
2-  كلمة (رب) في هذا النص معناها سيد أو صاحب. والأرجح أن كلمة (رب) الموجودة في الأناجيل إشارةً إلى المسيح جاءت من خطأ في الترجمة. فالمعنى المقصود بها قد يكون (سيدنا) أو (صاحبنا) أو (معلمنا). ولكن الترجمة العربية جعلتها (ربّاً) وأطلقت على الله أيضاً (ربّا) فوقع الالتباس المؤدي إلى الشرك. فلا يصح إطلاق لفظ واحد على الخالق والمخلوق. ولا يصح أن يطلق (الرب) على الله ويطلق في الوقت ذاته على عيسى الذي خلقه الله.
لا تُظهروني:
       "فشفاهم جميعاً وأوصاهم أن لا يُظهروا". (متى 12/15-16). بعد أن شفاهم عيسى طلب منهم ألاّ يتحدثوا عن شفائه لهم. لماذا ؟ غريب!! هل هو طبيب متنكر أم رسول جاء لهداية الناس وإثبات رسوليته بالمعجزات؟! كان خائفاً من بني إسرائيل ولا يريد أن يعرفوا مكانه. خائف. الخوف من صفة البشر، وليس من صفات الله. هذا إثبات آخر بأنه إنسان.


ليس للأمَـم:
       "أضع روحي عليه فيخبر الأمم بالحق". (متى 12/18). "وعلى اسمه يكون رجاء الأمم". (متى 12/21). المتكلم حسب النص هو الله والكلام عن عيسى.
       هذا النصان يشيران إلى أن رسالة عيسى للأمم، للناس جميعاً. ولكن هذا يناقض متى 10/5 حيث ينهى عيسى تلاميذه عن دعوة الأمم ويأمرهم بالاقتصار على شعب إسرائيل. تناقض في الإنجيل نفسه!!!
       "لا تعطوا القدس للكلاب ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير". (متى 7/6). هذا يؤكد خصوصية رسالة عيسى لشعب إسرائيل فقط. (متى 7/6) و (متى 10/5) يناقضان (متى 12/21). 
رئيس الشياطين:
       شفا عيسى مجنوناً أعمى أخرس، فعقل وأبصر وتكلم. فقال اليهود: "هذا لا يخرج الشياطين إلاّ ببعلزبول رئيس الشياطين". (متى 12/24). فقال عيسى: "إن كان الشيطان يخرج فقد انقسم على ذاته". (متى 12/26). وقال: "ولكن إن كنت أنا بروح الله أخرج الشياطين فقد أقبل عليكم ملكوت الله". (متى 12/28).
       نلاحظ هنا ما يلي:
1-  اتهم اليهود عيسى بأنه يتلقى العون في معجزاته من رئيس الشياطين. وماذا ضرهم لو قالوا إنه يتلقى العون من الله ؟!! ولكنه عمى القلوب والعقول.
2-  رد عليهم عيسى بأن الشيطان لا يخرج الشيطان لأنه يكون بذلك قد انقسم على نفسه. وهذا الرد ذاته يصلح للرد على الزاعمين بأن عيسى ابن الله، لأنه بذلك يكون الابن قد خرج من مثيله، وهذا يعني أن الله انقسم على نفسه، وهذا لم يكن ولا يصح في جلال الله.
3-  يقر عيسى بأن معجزاته لا تتم إلاّ بروح الله، وليست من عنده. وهذا يؤكد صفته البشرية وأنه رسول من الله وليس إلاّ.

الثلاثاء، 29 مارس 2011

حول إنجيل مَتَّى ( سلام أم سيف؟ )

سلام أم سيف ؟
قال عيسى: "لا تظنوا أني جئت لألقي سلاماً على الأرض. ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً. فإني جئت لأفرق الإنسان ضد أبيه والابنة ضد أمها والكنة ضد حماتها. وأعداء الإنسان أهل بيته". (متى 10/34-36).
       نلاحظ هنا ما يلي:
1-  حسب النص جاء المسيح ليلقي سيفاً (أي حرباً) لا سلاماً. ولكن هذا النص يناقض قوله: "طوبي لصانعي السلام". (متى 5/9). كيف جاء للحرب وهو يبارك صانعي السلام ؟!! الإنجيل يناقض نفسه!!
2-  حسب النص جاء عيسى ليفرق الإنسان عن أبيه وأمه لأن أعداء الإنسان أهل بيته (هكذا على الإطلاق). ولكن هذا النص معناه الدعوة إلى هدم الأسرة، كما أنه يخالف قول عيسى: "أحبوا أعداءَكم". (متى 5/44). إذا كان الإنسان عليه أن يحب أعداءه فكيف يطلب منه أن يعادي أهل بيته ؟! كما أنه يخالف التوراة والوصايا العشر التي منها "أكرم أباك وأمك". (خروج 20/13). الإنجيل هنا يعارض نفسه ويعارض التوراة!!
الذي أرسلني:
       يقول عيسى لتلاميذه: "من يَقْبَلكم يقبلني ومن يقبلني الذي أرسلني. من يقبل نبياً باسم نبي فأجر نبي يأخذ" (متى 10/40-41).
       هنا يقر عيسى بصراحة بأن هناك من أرسله وأن من يقبل رسالة عيسى يكون قد قبل الله الذي أرسل عيسى. إذاً عيسى رسول أرسله الله لهداية قومه. ويقر عيسى بأنه نبي لأنه يقول من يقبل نبياً يأخذ أجر نبيّ. هذا إقرار واضح من المسيح بأنه نبي أرسله الله. ومع ذلك فلا يعجب هذا بعض الناس الذين يزعمون أنه ابن الله وأنه ثاني ثلاثة (الأب والابن والروح القدس)!! عيسى نفسه يقول إنه رسول من عند الله. وهم يقولون لا، بل هو ابن الله!!! سبحان الله!!!
هل أنت هو ؟
       عندما سمع يوحنا المعمدان (يحيى عليه السلام) وهو أن السجن "بأعمال المسيح أرسل اثنين من تلاميذه. وقال له أنت هو الآتي أم ننتظر آخر. فأجاب يسوع وقال لهما اذهبا وأخبرا يوحنا بما تسمعان وتنظران". (متى 11/2-4).
       نلاحظ هنا ما يلي:
1-  يوحنا لم يعرف عيسى حتى وهو في السجن. وهذا يناقض (متى 3/13-6) الذي روى أن يوحنا يعرف عيسى حتى قبل أن يعمده. وهذا تناقض في الإنجيل الواحد. كما أن إنجيل يوحنا يذكر أن يوحنا لم يعرف عيسى إلاّ عندما نزلت الحمامة عليه (يوحنا 1/32). وهذا تناقض بين الأناجيل. هناك 
ثلاث روايات: يوحنا لم يعرف عيسى قط، عرفه حتى قبل أن يعمده، عرفه بعد نزول الحمامة عليه!! لماذا هذه التناقضات؟!!!
2-  لماذا سأل يحيى سؤاله: أنت هو الآتي أم ننتظر آخر ؟ لأن الأنبياء جميعاً كانوا مبلغين بخاتم الأنبياء والمرسلين محمد e. وسؤال يحيى لعيسى يتضمن استفساره عن محمد (e). والدليل على ذلك أنه لم يظهر في النص جواب واضح عن سؤال يحيى، ليس تهرباً من عيسى، بل عبثاً من الكاتبين والمترجمين وسواهم.

الاثنين، 28 مارس 2011

حول إنجيل مَتَّى ( رفع عيسي )

رفع عيسى:
       في الإنجيل إشارات تطابق القرآن الكريم إلى حد ما ولكن النصارى لا يلتفون إليها. قال عيسى: "ولكن ستأتي أيام حين يُرْفَعُ العريس عنهم فحينئذ يصومون". (متى 9/15).
       نلاحظ هنا ما يلي:
1-    عيسى يشبه نفسه "بالعريس"!
2-   يقر أنه سيرفع. وهذا مطابق للقرآن الكريم.
3- كانت المناسبة أن اليهود استغربوا كيف لا يصوم تلاميذ عيسى وهم معه. فأجابهم بقوله الذي سبق. والسؤال هو: هل وجود التلاميذ مع عيسى يعفيهم من الخضوع لأمر الله والصوم المفروض عليهم؟! طبعاً، لا. هل كان عيسى غافلاً عن عدم صيامهم ؟ لا. هل كانوا غير راغبين في طاعة الله ؟! هل النص كله إلحاقي؟!
ابن داود: 
أعميان يصرخان ويقولان لعيسى: "ارحمنا يا ابن داود". (متى 9/27).
       كما ذكرنا، إن عيسى ليس ابن داود ولا هو من نسل داود ولا أمه من نسل داود. وأما يوسف خطيب مريم أم عيسى فهو ليس أباً لعيسى. وبالتالي فإن مناداة عيسى على أنه ابن داود، أي من نسله، إصرار من اليهود على عدم الاعتراف بمعجزة ميلاد عيسى، وإصرارهم على الاعتقاد بأنه ابن يوسف من الزنى، إذ كانوا يعتقدون أن يوسف زنى بمريم قبل زواجه منها (حاشاء الله).
       ومن ناحية أخرى، (لوقا 18/35) يتحدث في الموقف ذاته عن (أعمى واحد) وليس اثنين!!
الخوف:
       بعد أن شفى عيسى الأعميين، "انتهزهما يسوع قائلاً انظرا لا يعلم أحد". (متى 9/30). لماذا يريد عيسى ألاّ يعلم أحد أنه شفاهما من العمى؟! أليست معجزته شفاء المرضى؟! لماذا يخجل من معجزته؟! وهل يحق له إخفاء المعجزة التي أعطاه إياها الله من أجل إثبات رسالته وصلته بالله ؟! لم يذكر سابقاً أو لاحقاً أن رسولاً خجل من معجزته أو أراد إخفاءها. هناك تفسيران لهذه القصة: إما أن عيسى كان خائفاً ولا يريد أن يعرف أحد مكانه ولا يريد أن يواجه غضب اليهود عليه وإمّا أن القصة لا أساس لها من الصحة. فالاحتمال الأول يدل على بشرية عيسى (لخوفه). والاحتمال الثاني يدل على التحريف.
الخراف الضالة:
       أوصى عيسى الحواريين الاثنى عشر عندما أرسلهم قائلاً: "إلى طريق أمم لا تمضوا وإلى مدينة للسامرين لا تدخلو. بل اذهبوا بالحري إلى خراف بيت إسرائيل الضالة... اشفوا مرضى. طهروا برصاً. أقيموا موتى. أخرجوا شياطين... لا تقتنوا ذهباً ولا فضة ولا نحاساً... ولا مزوداً للطريق ولا ثوبين ولا أحذية ولا عصاً" (متى 10/5-10).
نلاحظ هنا ما يلي:
1-  ينهى عيسى الحواريين عن دعوة غير بني إسرائيل، ولا حتى جيرانهم السامريين. فقط دعوته مقصورة على خراف بيت إسرائيل الضالة. عيسى لبني إسرائيل فقط. ولذلك فإن نشر المسيحية خارج شعب إسرائيل (في الماضي أو الحاضر) مخالف لوصايا المسيح نفسه. كل أعمال التبشير المسيحي في أنحاء العالم مخالفة لوصايا المسيح حسبما يدل النص صراحة.
2-  يدل النص على أن المسيح نقل معجزاته إلى تلاميذه فقال لهم اشفوا مرضى وأقيموا موتى. وهذا غير معقول إطلاقاً، لأن المعجزة لعيسى وحده وليست لتلاميذه. والتفسير الوحيد لهذا النص هو إما أن يكون المعنى مجازياً (أي أعيدوا الضالين إلى الطريق المستقيم فهذا شفاؤهم وحياتهم) وإما أن يكون النص مختلفاً لم يقله المسيح.
3-  ينهى المسيح تلاميذه عن اقتناء الذهب والفضة ولا حتى الزاد ولا الحذاء ولا عصا. لا مال ولا طعام ولا حذاء ولا عصا. هل هذا ممكن ؟! هل هذا في مقدور البشر ؟ ولماذا النهي عن كل هذا ؟ ألا يحتاج المرء بعض المال وبعض الطعام وبعض اللباس ؟! مبالغة في الزهد لا يقبلها السواد الأعظم من الناس.

الأحد، 27 مارس 2011

حول إنجيل مَتَّى ( إرادة الله )

إرادة الله:
       "ليس كل من يقول لي يا رب يدخل ملكوت السماوات. بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماوات". (متى 7/21).
       نلاحظ هنا ما يلي:
1-    صار عيسى هنا "رب" بعد أن كان (صبياً) في (متى 2/13) و (متى 2/9)!!
2-    كيف يكون عيسى "رباً" وله "أب" في نفس الوقت ؟!
3- في التوراة كانت كلمة "الرب" تدل على الله. هنا صارت كلمة "الرب" تدل على عيسى. تناقض بين التوراة والإنجيل!!
4- النص يشير إلى أن الاعتراف بعيسى غير كافٍ للخلاص وغفران الخطايا، بل لابد من تنفيذ أوامر الله. وهذا يناقض فكرة الفداء بالصلب التي تعتمد عليها الكنيسة، إذ تقول إن الله قدم عيسى للصلب ليفدي خطايا الإنسان. في هذا النص نرى الخلاص بطاعة الله، لا بالصلب!! هذا النص يدحض عقيدة النصارى التي تقول "الفداء بالصلب"!!
شفاء ابن القائد:
       في (متى 8/5) جاء القائد يطلب من عيسى أن يحضر ليشفي ابنه. هذا يناقض (لوقا 7/2-7)، حيث إن القائد لم يذهب بنفسه، بل أرسل شيوخ اليهود ليطلبوا من عيسى الحضور لشفاء ابنه. تناقض بين الأناجيل!!
لا تدفن أباك:
       قال لعيسى أحد تلاميذه: "يا سيد ائذن لي أن أمضي أولاً وأدفن أبي. فقال له يسوع اتبعني ودع الموتى يدفنون موتاهم". (متى 8/21-22).
       هل هذا معقول ؟ رسول ينهى تلميذه عن دفن أبيه!! لقد وارى الغراب جثة هابيل، فكيف يُمْنَعُ أحد من دفن أبيه ؟!
معلم، سيد، إنسان:
       كان تلاميذه عيسى ومعاصروه ينادونه "يا معلم" (متى 8/19). وكانوا ينادونه "يا سيد" (متى 8/21). وكانوا يقولون: "أي إنسان هذا ؟" (متى 8/27).
       تلاميذه ومعاصروه يصفونه بأنه معلم أو سيد أو إنسان. ولكن جاء بعدهم قوم سموا عيسى "الرب" و "ابن الله"!! وأصروا على المعنى الحرفي لكلمة (ابن)!!! والغريب أن المجنونَيْن اللذين خرجا من القبور هائجين كانا أول من نادى عيسى "يا يسوع ابن الله" (متى 8/29)!! أول من ناداه "ابن الله" هما هذان المجنونان!!! وهذا أمر غريب حقاً!
ابن الإنسان:
    
       عندما شفى عيسى المفلوج، قال عيسى: "لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطاناً على الأرض أن يغفر الخطايا... فلما رأى الجموع تعجبوا ومجدوا الله الذي أعطى الناس سلطاناً مثل هذا". (متى 9/6-8).
نلاحظ هنا ما يلي:
1-    دعا عيسى نفسه "ابن الإنسان"، وليس "ابن الله" كما يزعم الزاعمون.
2- هذا النص يجعل عيسى غافراً للخطايا. والقصد من هذا هو تحويل سلطة عيسى للكنيسة لتبيع صكوك الغفران، كما حدث فعلاً. وهذا النص يناقض "أبوك الذي يرى في الخفاء هو يجازيك..." (متى 6/4). كما يناقض "يغفر لكم أبوكم السماوي.." (متى 6/14). هذان النصان يجعلان الله هو الغافر وهو المُجازي وهذا يخالف النص الأول الذي يجعل عيسى هو الغافر!!
3-    عندما رأى الناس شفاء عيسى للمفلوج مجدوا الله، كما يدل النص، ولم يمجدوا عيسى. 
4- كما يدل النص، إن معطي سلطة الشفاء هو الله وما عيسى إلاّ منفذ لسلطة الله وإرادته. وهذا ينفي عن عيسى زعم الألوهية أو بنوة الله.
5-    لو كان صلب عيسى هو سبيل غفران الخطايا فلماذا يدعو للمريض بغفران الخطايا؟!

الخميس، 24 مارس 2011

حول إنجيل مَتَّى ( ناموا )



نامـوا:  
       "فلا تهتموا للغد لأن الغد يهتم بما لنفسه". (متى 6/34).
       هذه دعوة إلى عدم السعي في طلب الرزق. وهي تعطيل لسنة الحياة.
الدرر والخنازير:
       "لا تعطوا القدس للكلاب. ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير". (متى 7/6). هنا عيسى يخاطب تلاميذه ويأمرهم بألاّ يبلغوا دعوته إلى الخنازير. والخنازير بالعرف اليهودي هم غير اليهود. وهذا النص يثبت أن عيسى قصر رسالته على بني إسرائيل فقط. كما أنه يدل على إنسانية عيسى، فلو كان ابن الله (كما يزعمون) لما قصر نفسه على قوم واحد ولما وصف سواهم بالخنازير!! كل من هو غير إسرائيلي فهو خنزير وكلب حسب الإنجيل !!
الشجرة والثمار:
       كيف يميزون الأنبياء الصادقين من سواهم ؟ يسأل عيسى تلاميذه والجواب: "من ثمارهم تعرفون... كل شجرة جيدة تصنع أثماراً جيدة. وأما الشجرة الردية فتصنع أثماراً ردية". (متى 7/16-17).
       جواب جيد. دعونا نطبقه على أشجار العالم الحالي وثماره. ما هي مشكلات العالم الحالية الرئيسية ؟ التفرقة العنصرية، الاستعمار، المخدرات، المشروبات الكحولية، الجريمة، الإيدز، انهيار الأخلاق، انهيار الأسرة، الإباحية. أين نمت هذه الأوبئة وأين ازدهرت ؟ شجرة الغرب أفرزت معظم مشكلات العالم الحالية. تلك شجرتهم وتلك ثمارها!! ولا أقول تلك شجرة عيسى (عليه السلام)، لأن عيسى أمرهم باتباع الرسول محمد من بعده، ولكنهم لم يطيعوا.


الثلاثاء، 22 مارس 2011

حول إنجيل مَتَّى ( لا تقاوموا الشرّ )

لا تقاوموا الشرّ:
       لقد ألغى عيسى شريعة القصاص، شريعة العين بالعين (متى 5/38). وقال: "لا تقاوموا الشر". (متى 5/39). وهذه دعوة إلى التساهل مع الشر والأشرار، وعدم النهي عن المعاصي، واستسلام للأشرار والعصاة.
       وقال: "من لطمك على خدك الأيمن فحوِّل له الآخر أيضاً". (متى 5/39). وهذا منتهى الخضوع والخنوع، وهو أمر لا يطيقه بشر وغير صالح للتطبيق. وربما كان الدافع لهذه التعليمات حث اليهود على التسامح بدلاً من الحقد الذي اشتهروا به.
       وبالمقابل، انظر إلى قول الرسول محمد (e): "من رأى منكم منكراً فليغيره". هنا حث على تغيير المنكر وهناك حث على عدم مقاومة الشر!!
باركوا لاعنيكم:
       عن عيسى أنه قال: "أحبوا أعداءكم. باركوا لاعنيكم. أحسنوا إلى مبغضيكم... لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السموات.... فتكونون أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل". (متى 5/44-48).
       نلاحظ هنا ما يلي:
1-  دعوة إلى حب الأعداء ومباركة اللاعنين والإحسان إلى المبغضين. وهذه صفات فوق قدرة البشر العاديين، حتى أن بعض الناس قد لا يحب من يحبه، فكيف يحب من يكرهه ويبارك من يلعنه ؟!
2-    "أبناء أبيكم" إشارة مجازية إلى الأتقياء فليسوا أبناء الله فعلاً، بل مجازاً، أي أحباء الله.
3-    يقر النص بكمال الله. وكماله يستدعي عدم نسبة الولد إليه.
4-  كما أن "أبناء الله" هنا مجازية. لماذا لا يكون عيسى ابن الله مجازاً أيضاً ؟! وهذه الأولى، وخاصة أن وصف الله بأنه "أبو" الأتقياء يتكرر كثيراً في الإنجيل، وعلى سبيل المثال:
- "عند أبيكم الذي في السموات". (متى 6/1).
- "أبوك الذي يرى في الخفاء هو يجازيك علانية". (متى 6/4).  
- "صَلِّ إلى أبيك الذي في الخفاء". (متى 6/6).
- "لأن أباكم يعلم ما تحتاجون إليه..." (متى 6/7).
- "أبانا الذي في السموات.." (متى 6/9).
- "يغفر لكم أبوكم السماوي". (متى 6/14).
- "صائماً لأبيك الذي في الخفاء" (متى 6/18).
هذه النصوص وسواها تدل على أن (الله) يشار إليه على أنه (أب) للناس كلهم وليس لعيسى فقط. إذاً (الأبوة) هنا مجازية و (بنوة) الناس مجازية أيضاً. وهذا ينفي البنوة الخاصة لعيسى أو الأبوة الخاصة لله. فالناس كلهم أبناء الله مجازاً وهو أبو الناس كلهم مجازاً.
إلحاقــاً:
1- "لأن لك الملك والقوة والمجد إلى الأبد. آمين". (متى 6/13). هذا النص غير موجود في الترجمة اللاتينية، مما يدل على أنه زيد على الترجمة العربية.
       هنا دعوة إلى عدم الاهتمام بالمأكل والمشرب والملبس. وهل هذا معقول ؟! إنه ليس من الطبيعي أن يهمل الإنسان لباسه وطعامه وشرابه. إنها دعوة إلى زهد مفرط لا يقبله الناس. وإذا طولب الناس بما لا يوافق طبيعتهم فلا يستجيبون.
       بالمقابل إن الإسلام يحث الناس على ألا ينسوا نصيبهم من الدنيا وسمح له أن يأكلوا ويشربوا من الطيبات دون إسراف وضمن شرع الله وبالطرق الحلال. وقال الرسول محمد (e): "إن لبدنك عليك حقاً".
2- كلمة "علانية" في (متى 6/18) كانت موضوعة بين قوسين في طبعة بيروت سنة 1864م وطبعة 1877م إشارة إلى أنها زيادة في المترجم. ولكن في الطبعات التالية اختفى القوسان وصارت كأنها أصلية. وهذا يشير إلى العبث في النصوص عن قصد أو غير قصد بسبب الترجمة وسواها من المؤثرات.
المبالغة في الزهد:
       "لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وما تشربون. ولا لأجسادكم بما تلبسون.." (متى 6/25).
       هنا دعوة إلى عدم الاهتمام بالمأكل والمشرب والملبس. وهل هذا معقول ؟! إنه ليس من الطبيعي أن يهمل الإنسان لباسه وطعامه وشرابه. إنها دعوة إلى زهد مفرط لا يقبله الناس. وإذا طولب الناس بما لا يوافق طبيعتهم فلا يستجيبون.
       بالمقابل إن الإسلام يحث الناس على ألا ينسوا نصيبهم من الدنيا وسمح له أن يأكلوا ويشربوا من الطيبات دون إسراف وضمن شرع الله وبالطرق الحلال. وقال الرسول محمد (e): "إن لبدنك عليك حقاً".

الأحد، 20 مارس 2011

حول إنجيل مَتَّى ( نسخ التوراة )

نسخ التوراة:
       قال عيسى: "لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس والأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل. فإني الحق أقول لكم إلى أن تزول السماوات والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل". (متى 5/17-18)
       هنا نلاحظ ما يلي:
1-  لم يأت عيسى بدين جديد أو شريعة جديدة. جاء ليكمل شريعة موسى (الناموس) لا لينقضها. ولكن النصارى يعاملون عيسى كأنه صاحب دين جديد، وهذا مخالف لقول عيسى ذاته. كما أننا نلاحظ أن بعض أتباع عيسى مثل بولس قد قاموا بنقض كل ما قبله عيسى، أي أنهم نقضوا الناموس. فجاء بولس وألغى الختان كما أباح أكل لحم الخنزير وألغى جميع المحرمات من المآكل، خلافاً لما أقره عيسى.
2-  يقول عيسى إن ناموس موسى لن يتغير "حتى يكون الكل". وماهو هذا الكل ؟ هذا النص إشارة إلى رسالة محمد (e)، الرسالة الشاملة الكاملة، فهي الكل المقصود هنا. وهي التي ستنسخ (أي تلغي) جميع الشرائع السابقة لها، كما يذكر عيسى نفسه. وهذا تنبيه إلى غير المسلمين إلى أن يتأملوا في إنجيلهم بوعي أفضل وبنزاهة ودون تحيز. عيسى نفسه يقول إن الناموس سيزول عندما يأتي الكل. المعنى واضح ولا تفسير لهذا النص غير ما قلتُ. وإذا كان عيسى مكملاً للناموس، فإن رسالة عيسى جزء من الناموس، الذي سيزول حين يأتي الكل. رسالة محمد تنسخ جميع الشرائع السابقة لها، هذا ما يقوله عيسى نفسه.
زنى القلب:
       قال عسى: "قد سمعتم أنه قيل للقدماء لا تزن. وأما أنا فأقول لكم إن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى في قلبه". (متى 5/27).
    
       لقد منع عيسى الزنى بل منع النظرة المشتهية. فما بالنا نرى البلاد الغربية النصرانية تجعل تشجيع الزنى أحد أهدافها، فكأن رسالتها إشاعة الزنى. جعلوا للزنى بيوتاً. شجعوه ورعوه وسُرّوا لانتشاره وسهلوا له كل السبل: الخمر والاختلاط والتعري ونسيان الله. حموا الزنى برفع العقوبات عن الزناة. شجعوا الزنى بتسهيل الاختلاط غير المحدود بين الرجال والنساء في الملاهي والمسابح والمدارس والجامعات والمصانع وكل مكان. شجعوا الزنى بالتغاضي عن عري النساء وملابسهن الفاضحة. شجعوا الزنى بالتغاضي عن الأفلام الخالية من أبسط درجات الحياء. شجعوا الزنى وسموه حرية أو مدنية أو تقدمية. وهو في الواقع رذيلة وقلة حياء وعهر ودعارة!!
جهنـم: 
       قال عيسى: "ولا يُلقى جسدك كله في جهنم". (متى 5/30). نلاحظ هنا ما يلي:
1-  في الوقت الذي يتحدث عيسى عن جهنم عقاباً للعصاة والفاسقين يوم القيادة نجد أن التوراة تخلو من الإشارة إلى جهنم. وهذا من التناقضات بين الإنجيل والتوراة مما يدل على وجود تحريف.
2-  إذا كان عيسى، كما يقول النصارى، قد خلَّص البشرية عندما صُلب، فلماذا جهنم إذاً ؟!! هناك تناقض بين الخلاص بالصلب ووجود جهنم!!
الطلاق:
       عن عيسى أنه قال: "من طلق امرأته إلاّ لعلة الزنى يجعلها تزني. ومن يتزوج مطلقة فإنه يزني". (متى 5/32).
     
       في هذا النص يحرم عيسى الطلاق إلاّ لسبب الزنى. ورغم ذلك فإن الكنيسة كانت لا تمنع الطلاق، بل تمنح الإذن بالفراق فقط. ثم عدلت ذلك وصارت تسمح بالطلاق للزنى أو لسواه. كما أن النصُّ يمنح الزواج من مطلقة ويعتبره زنى. وهذا يعني حث المطلقات على الزنى بسبب حجب الزواج عنهن!! كما أن تحريم الطلاق يخالف شريعة موسى التي قال عيسى إنه جاء ليكملها لينقضها (متى 5/17).
       وهكذا نرى أن هذا النص:
1-    ينقض شريعة موسى، خلافاً لمهمة عيسى نفسه باعترافه هو.
2-    يمنع الطلاق دون وجه حق. ولقد اضطر النصارى والكنيسة إلى إباحة الطلاق نظراً للحاجة العملية إليه.
3-    يحظر الزواج من المطلقة، مما يؤدي إلى شيوع الزنى.
4-    يناقض حاجة الإنسان الفعلية، فقد ثبت بالدليل العملي أن إباحة الطلاق ضرورية مثل الحث على الزواج.


الأربعاء، 16 مارس 2011

حول إنجيل مَتَّى ( تعميد عيسي)

                                   تعميد عيسى:  
       يبين (متى 3/13-14) أن يحيى (يوحنا المعمدان) عََّمد عيسى في مياه الأردن. "فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء. وكذا السماوات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلاً مثل حمامة وآتياً عليه. وصوت من السماء قائلاً هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت". (متى 3/16-17).
                                نلاحظ هنا ما يلي:
1-  يدل النص على أن يحيى يعرف عيسى قبل تعميده. ولكن هذا يناقض يوحنا 1/32 الذي يشير إلى أن يحيى لم يعرف عيسى إلاَّ بعد نزول الحمامة عليه. تناقض بين الإنجيلين!!
2-  الحمامة هي روح الله حسب النص، أي الروح القدس. ويعتقد النصارى أن الروح القدس هي الله أيضاً (حسب عقيدة الثالوث)، فكيف يكون الله على شكل حمامة ؟!
3-  التعميد للتطهير. أليس كذلك ؟ فإذا كان عيسى هو ابن الله أو الله، فلماذا يطهر نفسه من الذنوب ؟! التعميد يعني أن عيسى إنسان بحاجة إلى التطهير كسائر الناس. وهذا ينقض الإدعاء بألوهية المسيح.
4-    النص يشير إلى "انفتاح السموات" بعد التعميد. لم ير أحد في ذلك الوقت أن السماوات انفتحت!!!
5-  كلمة "ابني الحبيب" أليس من الممكن (وهي كذلك) أن تكون مجازية ؟! أيهما أقرب إلى العقل أن يكون عيسى ابن الله أم رسولاً لله ؟ أيهما ألبق بكمال الله ألاّ يلد وألاّ يولد أم يكون له ولد ؟ التفسير المجازي أقرب إلى العقل وأليق بكمال الله وهو المطابق للحق والحقيقة.
                              عيسى يجوع:
       "ثم أصعد يسوع... ليجرَّب من إبليس... جاع أخيراً". (متى 4/1-2).
       نلاحظ هنا ما يلي:
1-  إبليس يمتحن عيسى. كيف ؟! هل يقع امتحان على الله أو ابن الله ؟! هذا يدل على إنسانية عيسى ويدحض الزعم بألوهيته.
2-    عيسى يجوع. لو كان إلهاً لما جاع. الجوع صفة إنسانية.
                                   ترك أم جاء ؟
       بعد سجن يوحنا المعمدان (يحيى)، عيسى "ترك الناصرة". (متى 4/13).
       ولكن (لوقا 4/16) يقول عن الواقعة ذاتها "جاء إلى الناصرة". تناقض بين الإنجيلين!!
                                     الابن المجازي:
       قال عيسى: "طوبي لصانعي السلام. لأنهم أبناءَ الله يدعون". (متى 5/9). وقال: "ويمجدوا أباكم الذي في السماء". (متى 5/16).
       هنا نلاحظ ما يلي:
1-  صانعوا السلام هم أبناء الله والله أبوهم (حسب النص). إذاً لله أبناء عديدون وليس عيسى وحده، والله أبو صانعي السلام وليس أبا عيسى وحده. إذاً كلمة (ابن) وكلمة (أب) مستخدمة هنا وفي نصوص عديدة بمعنى مجازي. (ابن الله) بمعنى عابد لله، بمعنى مجازي. (ابن الله) بمعنى عابد لله، بمعنى محبوب من الله، مرضي عنه من الله. المعنى الحرفي لكلمة (ابن) لا يمكن أن ينطبق على عباد الله. فكل من خلق الله هو عبدالله.
2-    هذا النص يدحض الزعم بأن عيسى ابن الله الوحيد، لأن النص جعل جميع الاتقياء أبناء الله (مجازياً).

الأحد، 13 مارس 2011

حول إنجيل مَتَّى ( المولود ملك اليهود: )

                                   المولود ملك اليهود:
       جاء المجوس من الشرق عندما ولد عيسى وقالوا "أين هو المولود ملك اليهود". (متى 2/2).
       يدل هذا النص على ما يلي:
1-    عيسى مولود. فكيف يكون المولود إلهاً أوربّاً كما يزعمون ؟!
2- هو ملك اليهود. النص في حد ذاته يدل على أن عيسى لليهود فقط. ولكن من ناحية أخرى مخالف للواقع لأن عيسى لم يكن ملكاً ولا أراد ذلك.
3- قصة هؤلاء المجوس لم ترد إلاّ في إنجيل متى. والأغلب أنها لم تقع أساساً. وهناك نص يدعم خصوصية رسالة عيسى: "لأن منك يخرج مدبر يرعى شعبي إسرائيل". (متى 2/6). عيسى سيرعى شعب إسرائيل فقط. هذا هو الإنجيل يقول هذا. فعلى كل نصراني أن يسأل نفسه: هل أنا من بني إسرائيل؟! الغريب أن اليهود الذين جاء عيسى لهم لم يتبعوه وأن الذين لم يأت عيسى من أجلهم تبعوه أو ظنوا كذلك !!
                                  النجم يمشي ويقف:
       ذهب المجوس يفتشون عن ذاك الذي ولد، "وإذا النجم الذي رأوه في المشرق يتقدمهم، حتى جاء ووقف فوق حيث كان الصبي" (متى 2/9).
       لاحظ أن النجم مشى مع الباحثين، مشى معهم من المشرق... مشى مشى مشى إلى الغرب. وفوق مكان ولادة عيسى وقف النجم! كان النجم يدلهم ويمشي معهم بنفس السرعة!! ووقف النجم فوق بيت لحم مكان ميلاد عيسى!!!
       لاحظ كلمة "الصبي" التي تدل على عيسى "الصبي". ولكن هذا (الصبي) صار (الله) عند النصارى!!! أو (ابن الله) الذي يعادل (الله)!!!
       كما أن واقعة هؤلاء المجوس لم ترد إلاّ في إنجيل متى !!!
                                      الناصري:  
       "وأتى وسكن في مدينة يقال لها ناصرة. لكي يتم ما قيل بالأنبياء إنه سيدعى ناصرياً". (متى 2/23).
       "ما قيل بالأنبياء" إشارة إلى ما قيل في أسفار الأنبياء التي هي جزء من "العهد القديم" الكتاب المقدس لدى اليهود. والواقع أن أسفار الأنبياء لا تحتوي على هذه التسمية لعيسى. فهذا من الأخطاء الواردة في الإنجيل.
                                          أولاد الأفاعي:
       قال يوحنا المعمدان (أي يحيى) مخاطباً اليهود: "يا أولاد الأفاعي من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي. فاصنعوا أثماراً تليق بالتوبة. ولا تتفكروا أن تقولوا في أنفسكم لنا إبراهيم أباً". (متى 3/7-8).
       يدل هذا النص على ما يلي:
1-    وصف يحيى قومه اليهود بالمكر والغدر وشبههم بأولاد الأفاعي.
2-    نفى عنهم صفة الشعب المختار التي يزعمونها لأنفسهم ونهاهم عن التباهي بنسبهم إلى إبراهيم.
3- يدل هذا النص على أن خلاص الناس بأفعالهم "اصنعوا أثماراً"، وليس بنسبهم أو إيمانهم وحده. وهذا يناقض اعتقاد النصارى أن الخلاص بالإيمان وحدة أو بصلب عيسى.


الجمعة، 11 مارس 2011

حول إنجيل مَتَّى (موقف يوسف)

                                     موقف يوسف: 
       ماذا كان موقف يوسف خطيب مريم عيسى ؟ انظر النص: "لما كانت مريم أمه مخطوبة ليوسف قبل أن يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس. فيوسف رجلها إذ كان باراً ولم يشأ أن يشهرها أراد تخليتها سراً". (متى 1/18-19).
       إذا كانت قد وجدت حبلى من الروح القدس، وكان يوسف باراً، فمن المفروض أن يؤمن بمشيئة الله وألاّ يفكر بالتخلي عن مريم. وكيف يمكن أن يكون الطلاق سراً ؟!
       ويأتي الملاك ويخبر يوسف ويناديه: "يا يوسف ابن داود.." يخبره بأن مريم حملت من الروح القدس (متى 1/20). ولكن يوسف هو ابن يعقوب (متى 1/16)، فكيف يصبح هنا ابن داود (متى 1/20). لماذا حشر داود في كل مناسبة ؟! تناقض في الإنجيل ذاته.
       ويقول الملاك ليوسف: "ستلد ابناً وتدعو اسمه يسوع. لأنه يخلص شعبه من خطاياهم". (متى 1/21). نلاحظ هنا ما يلي:
1-    "ستلد ابناً". لم يقل الملاك "ستلد ابن الله" كما يزعم الزاعمون.
2- "شعبه". من المعروف أن شعب عيسى هم اليهود. لم يقل النص "يخلص الناس" أو "يخلص العالم". قال النص "يخلص شعبه". لماذا ؟ لأن عيسى مُرْسل من الله لبني إسرائيل فقط.
3- كيف سيلد يوسف ابناً إذا كانت مريم حبلى من الروح القدس ؟! إذاً عيسى ليس ابن يوسف، ويوسف لا علاقة له بمولد عيسى.
المولود ملك اليهود:
       جاء المجوس من الشرق عندما ولد عيسى وقالوا "أين هو المولود ملك اليهود". (متى 2/2).
       يدل هذا النص على ما يلي:
1-    عيسى مولود. فكيف يكون المولود إلهاً أوربّاً كما يزعمون ؟!
2- هو ملك اليهود. النص في حد ذاته يدل على أن عيسى لليهود فقط. ولكن من ناحية أخرى مخالف للواقع لأن عيسى لم يكن ملكاً ولا أراد ذلك.
3- قصة هؤلاء المجوس لم ترد إلاّ في إنجيل متى. والأغلب أنها لم تقع أساساً. وهناك نص يدعم خصوصية رسالة عيسى: "لأن منك يخرج مدبر يرعى شعبي إسرائيل". (متى 2/6). عيسى سيرعى شعب إسرائيل فقط. هذا هو الإنجيل يقول هذا. فعلى كل نصراني أن يسأل نفسه: هل أنا من بني إسرائيل؟! الغريب أن اليهود الذين جاء عيسى لهم لم يتبعوه وأن الذين لم يأت عيسى من أجلهم تبعوه أو ظنوا كذلك !!

   

المسانل المسكتات المسالة الأولى من المسكتات

 المسانل المسكتات المسالة الأولى من المسكتات وأول المسائل المسكتات أنا نسأل النصارى عن هذ ا التوحيد ) 1 ( الذي شرحته والإيمان الذي وصفته ، ه...