الخميس، 26 يونيو 2008

أصغر رسالة في نقض المسيحية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أصغر رسالة في نقض المسيحية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً، ولم يكن له شريك فيالملك ، ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيراً ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد فهذه نبذة مختصرة جداً (1) أردت أن أبين من خلالها أصل النصرانيةوواقعها ، كتبتها ابتداءً للإنسان النصراني ؛ ليقف بنفسه على أصل عقيدته ، ويعرفكيف تحولت وتبدلت وأصبحت ديانة وضعية بشرية بعد أن كانت رسالة إلهية ، والتَزَمْتُفي هذه النبذة أن أورد الأدلة التي اعتمدت عليها في بيان الحق - من التوراةوالإنجيل- ؛ حتى يعلم أنني أردت دلالته إلى الحق ، وإرشاده إلى الصواب فأقولمستعيناً بالله :-

أصل النصرانية رسالة إلهية كغيرها من الرسالات الإلهية كرسالة نوح وإبراهيم وموسى عليهم الصلاة والسلام ، وجميع الرسالات الإلهية تتفق فيالعقائد الأساسية للدين كالإيمان بأن الله واحد لا شريك له ، وأنه لم يلد ولم يولد، والإيمان بالملائكة واليوم الآخر والقدر خيره وشره ، والإيمان بالرسل والأنبياء ،ولم يرد في التأريخ كله من لدن آدم عليه السلام إلى آخر الأنبياء وهو محمد صلى اللهعليه وسلم أن رسالة إلهية وردت تخالف هذه العقائد ، وإنما كان الخلاف فيما بينهايتعلق بأنواع العبادات وهيئاتها ، وأصناف المحرمات والمباحات وأسبابها وغير ذلك ممايشرعه الله لأنبيائه ويأمرهم ببيانه للناس الذين أرسل إليهم هذا الرسول أوذاك.

إذاً فالنصرانية رسالة إلهية تدعو إلى الإيمان بأن الله واحد لا شريك له ،وأنه لم يلد ولم يولد ، وتؤكد بأن لله رسلاً وأنبياء اصطفاهم واختارهم من بين سائرالبشر لتبيلغ رسالته للناس لئلا يكون للناس على الله حجة بعد إرسال الرسل .

والسؤال الذي يفرض نفسه هو : هل بقيت النصرانية على هيئتها التي أنزلهاالله على عبده ورسوله عيسى عليه السلام أم لا ؟

وللإجابة على هذا السؤال لابد أن نستعرض وإياك واقع النصرانية اليوم ونعرضه على ما نقل في التوراة والإنجيل عنموسى وعيسى عليهما السلام لننظر أيتفق الواقع مع أصل الرسالة أم يختلف ؟ وهل النصوصالمنقولة عن هذين الرسولين تؤيد العقائدَ القائمة في حياة الأمة النصرانية ؟ وهل مانقل في هذه الكتب عن حياة المسيح عليه السلام يتفق مع الصورة التي ترسمها الكنائسلشخصية المسيح ...حتى أصبحت شخصية أسطورية يستحيل تصديقها في الأذهان أو تحققها فيالوجود . وأول هذه العقائد هي :

1-
اعتقاد النصارى أن المسيح (( ابن الله )) .

هذا الاعتقاد ليس له ما يؤيده من كلام المسيح عليه السلام ؛ بل نجد أنالتوراة والإنجيل مليئة بما يعارض هذا الاعتقاد ويناقضه حيث جاء في إنجيل يوحنا19 : 6

قوله : (فلما رآه رؤساء الكهنة والخدام صرخوا قائلين : اصلبه ، اصلبه قاللهم بيلاطس : خذوه أنتم واصلبوه ؛ لأني لست أجد فيه علة . أجابه اليهود : لنا ناموسوحسب ناموسنا يجب أن يموت ؛ لأنه جعل نفسه ابن الله ) ولقد صدّر متى إنجيله 1 : 1بذكر نسب المسيح عليه السلام فقال : (كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود بن إبراهيم). فهذا النسب دليل على البشرية ، مناقض لما دُعي فيه من الألوهية .

وكأني بكتقول : لقد أُطْلِقَ على المسيح وصف ((ابن الله)) ولذلك دُعي ابن الله فأقول : إنهذه الصفة وردت في كتابك وقد أطلقت على أنبياء آخرين ووصفت بها أمماً وشعوباً ، ولميختص بها المسيح عليه السلام ولتتأكد من ذلك انظر مثلاً : (خروج 4: 22 ، مزمور 2 : 7 ، وأخبار الأيام الأول 22 : 10.9 ، متى 5 : 9 ، ولوقا 3 : 38، ويوحنا 1: 12وهؤلاء الموصوفون بأنهم أنبياء الله لم يرفعوا إلى المنزلة التي رفعتم إليها المسيحعليه السلام .

كما أن إنجيل يوحنا : 1 : 12 حمل إلينا تفسير أو وصف مصطلح ((ابن الله)) وأنها بمعنى المؤمن بالله حيث قال : (وأما الوصف الذي قَبِلوه فأعطاهمسلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باْسمه ).

2-
اعتقاد النصارى أنالمسيح عليه السلام إله مع الله ، بل هو الأقنوم الثاني من الثالوث المقدس عندهم .

عندما نتصفح العهد الجديد لننظر الأساس الذي بُني عليه هذا الاعتقاد لا نجدللمسيح عليه السلام أي قول يسنده ويدعو إليه ؛ بل نفاجأ بأن العهد الجديد يضم بينطياته نصوصاً ترفض هذا الاعتقاد وتعلن بكل صراحة ووضوح أنه لا إله إلا الله ، وأنالمسيح عبد الله ورسوله أرسله إلى بني إسرائيل مصدقاً بالتوراة والإنجيل ، وإليكبعض هذه النصوص التي تؤيد ما قلت فمنها :-

أ - قال المسيح عليه السلام فيإنجيل برنابا 94 : 1 (إني أشهد أمام السماء ، وأُشهد كل ساكن على الأرض أني بريء منكل ما قال الناس عني من أني أعظم من بشر ؛ لأني بشر مولود من امرأة وعرضة لحكم الله، أعيش كسائر البشر عرضة للشقاء العام ).

ب - شهد لوقا وكليوباس ببشريةالمسيح حيث قالا : (ولم تعرف ما جرى في هذه الأيام من أمر المسيح الذي كان رجلاًمصدقاً من الله في مقاله وأفعاله) لوقا 24 : 19 ، وانظر لوقا 7 : 17 ، وأعمال الرسل 2 : 22 .

ج - قول المسيح عليه السلام : (وهذه الحياة الأبدية أن يعرفوك أنتالإله الحقيقي وحدك ، ويسوع الذي أرسلته) يوحنا 17 : 3 .

فأنت ترى أنالمسيح عليه السلام في النص الأول شهد أمام السماء وأشهد كل ساكن على الأرض أنهبريء من كل من وصف يرفعه فوق منزلته البشرية ؛ وما ذاك إلا لأنه بشر .

وفيالنص الثاني شهد اثنان من معاصريه أنه رجل مصدق من الله في قوله وفعله .

وفي النص الثالث أطلقها شهادة مدوية بأن الحقيقة الكبرى في هذا الكون التيتمنح صاحبها السعادة الأبدية هي معرفة أن الله هو الإله الحقيقي وكل ما سواه فهوزائف باطل ، وأن يسوعَ المسيح رسولُ الله .

3-
اعتقاد أن اللاهوت حلّ فيالناسوت .

وعندما نستعرض تعاليم المسيح عليه السلام نجد أنه لم يشر إلى هذهالمسألة إطلاقاً ؛ بل على العكس من ذلك يقوم بتعليم عقيدة التوحيد الخالص من كلشوائب الشرك ، ولعل أظهر دليل على ذلك قول المسيح عليه السلام : ( اسمع يا إسرائيلالرب إلهنا رب واحد ) مرقس : 12 : 29 .

ولعلك تستعرض الأدلة التي وردت فيالفقرة الثانية مضيفاً إليها هذا الدليل لتنظر هل هذه الأدلة المنقولة من كتابكالمقدس تؤيد هذه العقيدة ؟ أم تصادمها وترفضها ؟‍‍

4-
اعتقاد أن الله يتكونمن ثلاثة أقانيم وهو ما يعرف بـ ((عقيدة الثليث )) .

هذا الاعتقاد انفردتبه الديانة النصرانية من بين سائر الديانات الإلهية ، فهل يؤيده الكتاب المقدس أميعارضه ؟ إن المتأمل المنصف لما نقل عن المسيح عليه السلام سيجد أنه جعل أساسرسالته الدعوة إلى التوحيد ، وتنزيه الله عن مشابهة خلقه ، وتجريد مقام الألوهية عنكل ما سوى الله ، وتحقيق مقام العبودية لله وحده ...

فارجع البصر إلىالأدلة التي أوردتها لك في الفقرة الثانية والثالثة تجد ما ذكرته لا لبس فيه ولاغموض ، هذا من جانب ، ومن جانب آخر فإن النصرانية المحرفة تدّعي أن لله ثلاثةأقانيم متساوية :

فالآب هو الإله الأول ، والابن هو الإله الثاني ، والروحالقدس هو الإله الثالث .

وليس هذا صحيحاً ؛ لأنهم يعتقدون أن الروح القدسقد انبثق عن الآب والابن ، ولا يمكن أن تتساوى هذه الأقانيم في الأزلية والثالث قدانبثق عن الاثنين قبله ، كما أن لكل واحد منها صفات تخصه لا يمكن أن يوصف بها الآخر، ثم إن الآب دائماً في المرتبة الأولى ، والابن يأتي بعده ، والروح القدس فيالدرجة الثالثة ، فلا ترضون أبداً أن يعاد ترتيب هذا الثالوث فيكون الروح فيالمقدمة والابن في المرتبة الثانية بل تعتبرون ذلك كفراً وإلحاداً فكيف التسويةإذاً ؟

ومن جهة ثانية فإن وصف الروح وحده بالقدس دليل على عدم المساواة .

5-
اعتقاد النصارى أن المسيح عليه السلام صلبته اليهود بأمر بيلاطس البنطيوتوفي على الصليب .

وتكفل الكتاب المقدس بتفنيد هذا الاعتقاد ؛ ففي كتابكأن المصلوب ملعون ، كما ورد ذلك في سفر التثنية : 22 : 23 : (وإذا كان على إنسانخطيّة حقها الموت فقُتل وعلقته على خشبة . فلا تثبت جثته على الخشبة بل تدفنه فيذلك اليوم ، لأن المعلق ملعون من الله فلا تنجس أرضك التي يعطيك الرب إلهك ) فتأملكيف يكون إلهكم ملعوناً بنص كتابكم ؟

كما أن في إنجيل لوقا 4: 29-30 أنالله عصم المسيح عليه السلام وحفظه من كيد اليهود ومكرهم فلم يستطيعوا أن يصلبوه : (فقاموا وأخرجوه خارج المدينة وجاءوا به إلى حافة الجبل الذي كانت مدينتهم مبنيةعليه حتى يطرحوه أسفل . أما هو فجاز في وسطهم ومضى) وقال يوحنا : 8 : 59 : (فرفعواحجارة ليرجموه . أما يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازاً في وسطهم ومضى هكذا ). وقال يوحنا 10 : 93 : (فطلبوا أيضاً أن يمسكوه فخرج من أيديهم ). هذه النصوص -وسواها كثير -تؤكد أن الله عصم المسيح عليه السلام من كيد اليهود ومكرهم .

بل عن هناك نصوصاً تثبت أن اليهود لم يكونوا متحققين من شخصية المسيح حتىاستأجروا من يدلهم عليه ، وأعطوه لذلك أجراً (انظر متى 27 : 3-4). كما أخبر المسيحعليه السلام أن كل الجموع ستشك في خبره تلك الليلة التي وقعت فيها الحادثة فقال : (كلكم تشكّون فيّ هذه الليلة ) مرقس 14 : 27 .

إذاً فماذا كانت نهايةالمسيح على الأرض ؟ لقد رفعه الله إليه ، وهذا خبره في كتابك : (إن يسوع هذا الذيارتفع عنكم إلى السماء ) أعمال الرسل 1 : ‍11 . و : (مكتوب أنه يوصي ملائكته بكفعلى أيادِيهم يحملونك ) متى 4 : 6 ، ولوقا 4 : 10-11 .

أرأيت كيف حملكتابك الحقائق التالية :-

1-
أن من عُلق على خشبة الصلب فهو ملعون.
2-
أنالله عصم المسيح وحفظه من الصلب.
3-
أخبر المسيح أن الجموع ستكون في شك من أمرهفي تلك الليلة.
4-
أن الله رفعه إلى السماء.

والآن أطرح إليك هذا السؤال : ما السبب في كون هذا الصليب مقدساً في النصرانية ؟

في حين أنه كان هوالسبب في إصابة المسيح عليه السلام- كما تعتقدون- بالأذى ؟ أليس هو تذكار الجريمة ؟أليس هو شعار الجريمة وأداتها ؟ . ثم ألم تر أن حادثة الصلب المتعلقة بالمسيح عليهالسلام كلها تفتقد إلى الأساس التأريخي والديني الذي تستند إليه ، فلماذا تشغل كلهذا الحيز ولماذا تأخذ كل هذا الاهتمام في عقيدتك ؟

وإن كنت ولا تزال علىقناعتك بهذه العقيدة فأجب وبصدق عن هذه التساؤلات

التالية :-

منكان يمسك السماوات والأرض حين كان ربها وخالقها مربوطاً على خشبة . . . الصليب؟
وكيف يتصور بقاء الوجود ثلاثة أيام بغير إله يدبر أمره ويحفظ استقراره؟
ومن كان يدبر هذه الأفلاك ويسخرها كيف يشاء ؟
ومن الذي كان يحي ويميت ويعزمن يشاء ويذل من يشاء ؟
ومن الذي كان يقوم برزق الأنام والأنعام ؟
وكيف كانحال الوجود برمته وربه في قبره ؟
ومن الذي أماته ، ومن الذي منّ عليه بالحياة ؟

تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً .

6-
اعتقاد النصارى أن المسيحمات مصلوباً فداءاً للبشرية وكفارة للخطيئة الموروثة.

هذه العقيدة رغممخالفتها للعقل والمنطق فهي مخالفة لقواعد أساسية ونصوص رئيسة اشتمل عليها كتابك ،فمن هذه القواعد :-

1-
لايقتل الآباء عوضاً عن الأبناء.
2-
أن كل واحديموت بذنبه.
3-
أن النفس التي تخطيء هي تموت .
4-
أن الله يقبل توبة التائبين.

أما النصوص التي حملت هذه القواعد فمنها :-
(
لا يقتل الآباء عن الأولاد، ولا يقتل الأولاد عن الآباء كل إنسان بخطيئته يقتل ) تثنية 24 : 16 .

(
فيتلك الأيام لا يقولون بعدُ الآباء أكلوا حصرماً وأسنان الأبناء ضرست ؛ بل كل واحديموت بذنبه ، كل إنسان يأكل الحصرم تضرس أسنانه ) ارمياء 31 : 29- 3.

(
وأنتم تقولون لماذا لا يحمل الابن من إثم الأب . أما الابن فقد فعل حقاًوعدلاً حفظ جميع فرائضي وعمل بها فحياة ً يحيا . النفس التي تخطيء هي تموت . الابنلا يحمل من إثم الأب ، والأب لا يحمل من إثم الابن . برّ البارّ عليه يكون ، وشرالشرير عليه يكون ... فإذا رجع الشرير عن جميع خطاياه التي فعلها وحفظ كل فرائضيوفعل حقاً وعدلاً فحياةً يحيا. لا يموت ، كل معاصيه التي فعلها لا تذكر عليه فيبره) حزقيال 18 : 19-22 .

7-
فريضة العشاء الرباني .

حينما يورد كلمن متى ومرقس قصة العشاء الرباني لم يشفعا ذلك بأمر المسيح عليه السلام بجعل هذاالعمل عبادة مستمرة وطقساً دائماً ، وارجع إلى ذكر هذه القصة في هذين الإنجيلين تجدالأمر كما قلت .

لكن بولس لما أراد أن تأخذ هذه العبادة طابع الاستمرارأضاف إلى تلك القصة الجملة التالية ((اصنعوا هذا لذكري)) الرسالة الأولى إلى أهلكورنثوس 11 : 24 .

هذا أصل النصرانية وهذا واقعها ، وهذا الواقع - كما رأيتلا يمت إلى المسيح عليه السلام بصِلَة ، ولا تربطه به إلا رابطة الانتساب الاسميالذي يفتقد أدنى مقوماته الدينية والتأريخية ...

بل إن كتاب النصرانيةالمقدس يحمل نصوصاً تُعزى إلى المسيح عليه السلام تعارض وترفض هذه العقائد الأساسيةوالركائز الهامة التي تقوم عليها الديانة النصرانية...

والإنسان العاقليأنف من الزيف ، وينفر من الخطأ . وحري بك أن تكون واحداً من أولئك القوم العقلاءالذين هجروا هذا الواقع المرير ، وركبوا كل صعب وذلول بحثاً عن الحق ، وطلباًللدليل ، ورغبة في الوصول إلى الحقيقة .

فأقول : لن أتجاوز كتابك ففيه مايدلك على الحق ويرشدك إلى الصواب ، ألست تقول في صلاتك : (ليتقدس اسمك ، ليأتملكوتك) متى 6 : 9-10 . ألى الآن تنتظر قائلاً : ((ليأت ملكوتك)) ألم يأت هذاالملكوت ؟ فإن كان الملكوت قد جاء وتحقق فلماذا لا تزال تدعو بهذا الدعاء ؟

قد جاء هذا الملكوت وتحقق بمجيء رسوله الذي بشّر به المسيح عليه السلامفقال : (البارقليط (2) الذي يرسله أبي في آخر الزمان هو يعلمكم كل شيء ) يوحنا :14 : 26 وقال : (ومتى جاء البارقليط الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي منعند الآب ينبثق فهو يشهد لي ) يوحنا 15 : 26 فمن الذي شهد للمسيح بالرسالة ونزههعما افتراه اليهود عليه سوى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ؟

وقالالمسيح أيضاً : (إن لي أموراً كثيرة لَأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن . وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق؛ لأنه لا يتكلم من نفسه ، بلكل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتيه. ذاك يمجدني ؛ لأنه لا يأخذ مما لي ويخبركم ) يوحنا 16 : 12-14 . فمحمد صلى الله عليه وسلم هو البارقليط الذي أشار إليه المسيحعليه السلام ، وهو الذي أرشد الخلق إلى الحق ؛ لأنه لا يتكلم من نفسه إذ أنه لاينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى .

فهلم هلم اتبع البارقليط الذي أرشدكإليه المسيح عليه السلام ، وهذا البارقليط هو الذي بشر به موسى عليه السلام حين قالكما في سفر التثنية 18: 18 : (أقيم لهم نبياً من وسط إخوتهم مثلك وأجعل كلامي فيفمه فيتكلم بكل ما أوصيه ) وإخوة بني إسرائيل هم بنو إسماعيل ، ولم يخرج من بنيإسماعيل رسول سوى محمد صلى الله عليه وسلم . وهو الذي أخبرنا موسى عليه السلام أنهيخرج من قمم ((فاران)) حيث قال في سفر التثنية 33 : 2 : (جاء الرب من سيناء وأشرقمن ساعير وتلألأ من جبل فاران) وفاران هي مكة المكرمة . وأنشد سكان ((سالع)) أنشودةالفرح بمقدمه إليهم كما قال اشعياء 42: 11 : (لتترنم سالع من رؤوس الجبال ليهتفوا) وسالع جبل في المدينة المنورة التي انطلقت منها رسالة محمد صلى الله عليه وسلم . وهوت تحت قدميه الأصنام (انظر إشعياء 42 : 17 ) ، وعمت رسالته وجه الأرض ، وسعدت بهالبشرية ، وآمنت به الآلاف المؤلفة من البشر فكن واحداً من هؤلاء تفز بسعادة الدنياوالآخرة . . .

أما كيف تكون من أتباعه ؟

ليتحقق لك ما تحقق لأصحابه، فالأمر جد يسير ، فما عليك إلا أن تغتسل وتتطهر وتزيل عن جسدك كل أثر غير حميد ،ثم تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، عالماً بمقتضاهما ، عارفاًبمعناهما ، وهو أن تعتقد أن لا معبود بحق سوى الله ، وأن الله هو المتفرد بالألوهيةوالربوبية ، وأن محمداً رسول الله فتطيعه بما أمر ، وتصدقه فيما أخبر ، وتبتعد عمانهى عنه وزجر .

وأن تشهد أن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريموروح منه ، وأن الجنة حق ، والنار حق ، وأن الله يبعث من في القبور ، فإذا حققت ذلكأصبحت أهلاً لأن تكون من ورثة جنة الفردوس مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .

وإن أردت مزيد مصادر ومراجع ترشدك إلى الحق وتهديك إلى الصراط المستقيمفإليك قائمة ببعض الكتب التي ألفها بعض القساوسة النصارى الذين هداهم الله إلىالإسلام فدوّنوا في هذه الكتب خبر انتقالهم من النصرانية إلى الإسلام ، والأسبابالتي أدت بهم إلى هجر النصرانية ، والأدلة التي استدلوا بها على أن الإسلام هوالرسالة الخاتمة الخالدة وهذه الكتب هي :-

1-
الدين والدولة ، تأليف علي بنربِّن الطبري.
2-
النصيحة الإيمانية في فضيحة الملة النصرانية، تأليف نصر بن يحيىالمتطبب.
3-
محمد في الكتاب المقدس نُشِر باللغتين العربية والإنجليزية من قبلرئاسة المحاكم الشرعية بدولة قطر .
4-
الإنجيل والصليب وكلاهما من تأليف دافيدبنجامين كلداني الذي أسلم وتسمى بعبد الأحد داود.
5-
محمد صلى الله عليه وسلم فيالتوراة والإنجيل والقرآن .
6-
الغفران بين الإسلام والمسيحية وكلاهما من تأليفإبراهيم خليل أحمد كان قساً نصرانياً وكان اسمه قبل إسلامه إبراهيمفيلبس.
7-
الله واحد أم ثالوث .
8-
المسيح إنسان أم إله وكلاهما من تأليف مجديمرجان .
9-
سر إسلامي من تأليف فؤاد الهاشمي .
10-
المنارات الساطعة في ظلماتالدنيا الحالكة من تأليف المهتدي محمد زكي الدين النجار.

هذه الكوكبةالمباركة التي آثرت الحق على الباطل ، والهدى على الضلال ، أتراك أعلم بدينك منهم ؟

فَلِمَ لم تسأل نفسك عن الأسباب التي أدّت بهم إلى هجر دينهم وإعلانهمالهجرة إلى الإسلام ؟ وما هي الأدلة والبراهين التي وقفوا عليها فقادتهم إلى الهدىوالنور .

وأقول لك ليست هذه الجماعة المباركة هي فقط التي هجرت دينهاوأعلنت إسلامها ؛ إنما هؤلاء نزر يسير من علماء النصارى الذين أسلموا ذكرتهم لكللاسترشاد والاستشهاد... وغيرهم كثير فها هي القوافل الإيمانية التي نشهدها كل يومتشد رحالها وتيمم شطر الإسلام معلنة أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله صلىالله عليه وسلم .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

حرر في 27/6/1414هـ

الموافق 10/12/1993م



الهوامش :

(1)
رغبة أن تؤدي هذه النبذة الثمار المرجوة منها -أؤمل من كل من أراد ترجمتها إلى أيلغة أن يعتمد نقل نصوص التوراة والإنجيل من الطبعة المتداولة في اللغة التي سيترجمإليها .
(2)
البارقليط : كلمة يونانية بمعنى أحمد

كتبها د/ محمد بن عبدالله السحيم


المسانل المسكتات المسالة الأولى من المسكتات

 المسانل المسكتات المسالة الأولى من المسكتات وأول المسائل المسكتات أنا نسأل النصارى عن هذ ا التوحيد ) 1 ( الذي شرحته والإيمان الذي وصفته ، ه...