الجمعة، 9 مايو 2008

النصوص الإنجيلية وعقيدة التثليث

النصوص الإنجيلية وعقيدة التثليث


ويرى النصارى أن ثمة أدلة على التثليث في أسفار العهد الجديد أصرح وأوضح من تلك التي وردت في التوراة منها أنه « لما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء، وإذا السماوات قد انفتحت له، فرأى روح الله نازلاً مثل حمامة، وآتياً عليه، وصوت من السماء قائلاً: هذا هو ابني الحبيب والروح الذي سررت به» «متى 3/16-17» .
فقد جمع النص الآب والابن الحبيب والروح النازل مثل الحمامة. ومثله يقول بولس: «بنعمة ربنا يسوع المسيح، ومحبة الله، وشركة الروح القدس مع جميعكم. آمين» «كورنثوس (2» 13/14).
لكن المتأمل في نص متى يرى ثلاث ذوات تمايزت بالأسماء والأعمال، فكيف بعد ذلك يقال عنها بأنها وحدة واحدة.
ثم إن النصارى يقولون بحلول الابن في عيسى، وهنا يتحدث النص عن حلول الروح عليه، وفي مواضع أخرى أكد ذلك «انظر لوقا 3/22، متى 12/18» ، فيما جاءت مواضع أخرى تتحدث عن حلول الله الأب فيه «انظر يوحنا 17/21، 14/9-10» ، فأي الأقانيم إذاً الحال في المسيح.
وليس في الكتاب المقدس سوى نصين فقط ذكر فيهما عناصر التثليث الثلاث جنباً إلى جنب، وهما نص الشهود الثلاثة في رسالة يوحنا الأولى وخاتمة إنجيل متى.

الاستدلال بنص الشهود الثلاثة على التثليث


وهو أول النصين وأصرحهما، وهو ما جاء في رسالة يوحنا الأولى في قول يوحنا: «فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: الآب والكلمة والروح القدس. وهؤلاء الثلاثة هم الواحد» «يوحنا(1» 5/7).
فهذا النص صريح في جعل الثلاثة إلهاً واحداً، غير أنه غير موجود في سائر المخطوطات القديمة للكتاب المقدس، بل وغير موجود حتى في أول نص مطبوع، فقد أضيف لاحقاً، وقد اعترف بإضافته علماء النصرانية ومحققوها ومنهم هورن، وجامعو تفسير هنري واسكات، وآدم كلارك، وفندر، وخلت ردود القديس أكستاين «ق4» من هذا النص على الرغم من مناظرته لفرقة ايرين المنكرة للتثليث، كما قد كتب عشر رسائل في شرح رسالة يوحنا لم يذكر في أيها هذا النص.
وقد حذفته النسخة القياسية المنقحة « r s v » من نسختها الإنجليزية، كما حذفته بعض التراجم العالمية، وما يزال موجوداً في غالب التراجم، ومنها العربية، يقول بنيامين ولسن مترجم المخطوطات اليونانية: ^إن هذه الآية التي تشمل على الشهادة بالألوهية غير موجودة في أي مخطوط إغريقي مكتوب قبل القرن الخامس عشر، إنها لم تذكر بواسطة أي كاتب إكليركي «إغريقي» أو أي من الآباء اللاتينيين الأولين حينما يكون الموضوع الذي يتناولونه يتطلب بطبيعته الرجوع إليها، لذلك فهي بصراحة مختلقة^.

نقد الاستدلال بخاتمة متى على التثلبث


وأما النص الثاني فهو ما جاء في خاتمة متى من أن المسيح قبيل صعوده إلى السماء «كلمهم قائلاً: دفع إلي كل سلطان في السماء وعلى الأرض، فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن وروح القدس، وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به. وها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر. آمين» «متى 28/ 18-20» .
وأول نقد يتوجه لهذه الفقرة أنها رغم أهميتها لم ترد في الأناجيل الثلاثة الأخرى التي اتفقت على إيراد قصة دخول المسيح أورشليم راكباً على جحش. فهل كان ركوبه على جحش أهم من ذكر التثليث فلم يذكره سوى متى.
هذه الفقرة دخيلة بدليل قول علماء الغرب أيضاً، يقول ويلز: ليس دليلاً على أن حواريي المسيح اعتنقوا التثليث «. ويقول أدولف هرنك: » صيغة التثليث هذه التي تتكلم عن الآب والابن والروح القدس، غريب ذكرها على لسان المسيح، ولم يكن لها وجود في عصر الرسل، …كذلك لم يرد إلا في الأطوار المتأخرة في من التعاليم النصرانية ما يتكلم به المسيح وهو يلقي مواعظ ويعطي تعليمات بعد أن أقيم من الأموات، إن بولس لا يعلم شيئاً عن هذا «. إذ هو لم يستشهد بقول ينسبه للمسيح يحض على نشر النصرانية بين الأمم.
ويؤكد تاريخ التلاميذ عدم معرفتهم بهذا النص، إذ لم يخرجوا لدعوة الناس كما أمر المسيح، ثم لم يخرجوا من فلسطين إلا حين أجبرتهم الظروف على الخروج »
وأما الذين تشتتوا من جراء الضيق الذي حصل بسبب استفانوس فاجتازوا إلى فينيقية وقبرص وأنطاكيا وهم لا يكلمون أحداً بالكلمة إلا اليهود فقط « (أعمال 11/19).
ولما حدث أن بطرس استدعي من قبل كرنيليوس الوثني ليعرف منه دين النصرانية، ثم تنصر على يديه. لما حصل ذلك لامه التلاميذ فقال لهم: »
أنتم تعلمون كيف هو محرم على رجل يهودي أن يلتصق بأحد أجنبي أو يأتي إليه، وأما أنا فقد أراني الله أن لا أقول عن إنسان ما أنه دنس أو نجس « (أعمال 10/28)، لكنه لم يذكر أن المسيح أمرهم بذلك بل قال: » نحن الذين أكلنا وشربنا معه بعد قيامته من الأموات، وأوصانا أن نكرز للشعب « (أعمال10/42)، أي لليهود فقط.
وعليه فبطرس لا يعلم شيئاً عن نص متى الذي يأمر بتعميد الأمم باسم الأب والابن والروح القدس. ولذلك اتفق التلاميذ مع بولس على أن يدعو الأمميين، وهم يدعون الختان أي اليهود يقول بولس: »
رأوا أني أؤتمنت على إنجيل الغرلة «الأمم» كما بطرس على إنجيل الختان…أعطوني وبرنابا يمين الشركة لنكون نحن للأمم، وأما هم فللختان^ «غلاطية2/7-9» ، فكيف لهم أن يخالفوا أمر المسيح - لو كان صحيحاً نص متى - ويقعدوا عن دعوة الأمم، ثم يتركوا ذلك لبولس وبرنابا فقط؟
وجاءت شهادة تاريخية تعود للقرن الثاني مناقضة لهذا النص إذ يقول المؤرخ أبولونيوس : «إني تسلمت من الأقدمين أن المسيح قبل صعوده إلى السماء كان قد أوصى رسله أن لا يبتعدوا كثيراً عن أورشليم لمدة اثني عشر سنة» .
فكل هذه الشواهد تكذب نص متى، وتؤكد أنه نص مختلق لا تصح نسبته للمسيح.
ثم عند غض الطرف عن ذلك كله، فإنه ليس في النص ما يسلم بأنه حديث عن ثالوث أقدس اجتمع في ذات واحدة، فهو يتحدث عن ثلاث ذوات متغايرة، قرن بينها بواو عاطفة دلت على المغايرة، والمعنى الصحيح للنص : «اذهبوا باسم الله ورسوله عيسى والوحي المنزل عليه بتعاليم الله عز وجل» .
ولهذه الصيغة مثل لا يصرفه النصارى للتثليث، فقد جاء في بعض رسالة بولس إلى تيموثاوس: «أناشدك أمام الله والرب يسوع المسيح والملائكة المختارين…» «تيموثاوس(1» 5/21) فإن أحداً لم يفهم من النص ألوهية الملائكة أو أنهم الأقنوم الثالث، ويقال في نص متى ما يقال في نص بولس.
وهذا الأسلوب في التعبير معهود في اللغات والكتب وقد جاء في القرآن مثله « يا أيها الذين آمَنوا آمِنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل» «النساء: 136» وغير ذلك من الآيات القرآنية.


الله واحد أم ثلاثة_د. منقذ بن محمود السقار

المسانل المسكتات المسالة الأولى من المسكتات

 المسانل المسكتات المسالة الأولى من المسكتات وأول المسائل المسكتات أنا نسأل النصارى عن هذ ا التوحيد ) 1 ( الذي شرحته والإيمان الذي وصفته ، ه...